يعتبر السيد شانغ تشانغرونغ، رئيس جمعية المسرح الصيني والأستاذ الزائر لكل من الأكاديمية الوطنية لفنون المسرح الصيني وأكاديمية شنغهاي للمسرح، رائد فنون أوبرا بكين في الصين بلا منازع. كما أن السيد شانغ هو أول خلفاء التراث الثقافي غير المادي الوطني، والفائز مرتين بوسام الأول من مايو الوطني للعمل.

ولد شانغ في عام 1940 في بكين، وهو الابن الثالث لأستاذ أوبرا بكين السيد شانج زيويون الذي يعتبر أحد ممثلي دان العظماء الأربعة في الصين، وقد عاش شانغ طوال حياته محاطاً بالفن وقام بأول أداء مسرحي له وهو في سن الخامسة من العمر، وقد جعلته جهوده الشخصية الدؤوبة والرقابة الصارمة من والده ومعلميه العظيمين مثل تشن فوروي وسو ليانهان وهوى زيروي إلى جانب تجاربه الشجاعة على خشبة المسرح تدريجياً من أشهر الفنانين الأدائيين في أوبرا بكين، وقد اكتسب شانغ شهرة بشكل خاص لقدراته الصوتية المذهلة ولشغفه بالتمثيل، وتشمل روائعه: "ليان هوان تاو" و"وداعا للمحظية" و"لي كوي يزور والدته" و"أسطورة لي كوي: المحارب المسمى بالعاصفة السوداء" و"المصالحة بين الجنرال ورئيس الوزراء" و"غابة الخنزير البري " و"جنود وسكان يانان" إلخ.

ومع ذلك، فإن شانغ لا يكرر أساليب أوبرا بكين التقليدية وحسب ولكنه قادرٌ أيضاً على دمج الثقافية النفسية الحديثة في أدائه مع الحفاظ على الالتزام الصارم للصيغة والتقنيات الموحدة. يضفي شانغ الكثير من المبادئ والتقنيات الجديدة على مسرحياته بسبب إتقانه للغناء والحوار والتمثيل والحركات البهلوانية مما يسهم في الكشف عن العالم الداخلي للشخصيات التي يؤديها من وجهات نظر مختلفة، في عام 1988م انضم شانغ إلى دار بكين للأوبرا في شنغهاي وبدأ في التمثيل في عدد من أعمال الأوبرا التاريخية مثل "تساو تساو ويانغ شيوى" و"عمر تشن قوان المزدهر" و"المسؤول المستقيم والصريح يو تشنغ لونغ" والمعروفة باسم "ثلاثية من شانغ تشانغرونغ "، وقد نجحت هذه المسرحيات نجاحاً باهراً وفازت تقريباً بجميع الجوائز الهامة في مجال المسرح الصيني، في عام 2009، تم دعوة مسرحية "المسؤول المستقيم والصريح يو تشنغ لونغ" لعرضها للمرة الثالثة في بكين في الذكرى الستين لتأسيس الصين الجديدة.

وقد مهدت جهود شانغ الطريق لتطوير فن أوبرا بكين المعاصر، وهو يحظى بسمعة طيبة في دائرة المسرح الصيني. في عام 2002م أصبح شانغ أول فائز بجائزة بلوم بلوسوم الكبرى، وهي جائزة خاصة للفنان الذي فاز بالجائزة للمرة الثالثة. وحتى الآن فاز 4 فقط من الفنانين بهذه الجائزة الكبرى، إلى جانب ذلك فإن السيد شانغ تشانغرونغ يعمل باستمرار على إرث وترويج أوبرا بكين، فقد قام هو وعدد من الفنانين بتقديم عروض مسرحية متميزة من إنتاج أوبرا بكين إلى العديد من المناطق في الصين ودول مثل أمريكا وأستراليا واليابان، كما أنه يولي أهمية كبيرة لاستقطاب المواهب المسرحية الجديدة في الفنون الأدائية ولديه أكثر من 20 تلميذاً في الصين وخارجها.